أعرب الكثير من مواطني الخليج عن تضامنهم مع فلسطين بوجه العدوان.
ردود فعل خليجية شعبية ورسمية غاضبة على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قطاع غزة، وخلفت عشرات الضحايا والمصابين.
وتصاعدت الأوضاع في غزة، منذ يوم الجمعة 5 أغسطس الجاري، عندما شنت “إسرائيل” غارات جوية أسفرت عن اغتيال القيادي في سرايا القدس تيسير الجعبري.
وتستمر الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة في إيقاع شهداء ومصابين، وأسفرت حتى اليوم الأحد 7 أغسطس، عن استشهاد 32 شخصاً، بينهم 6 أطفال، فيما بلغ عدد المصابين 215 شخصاً، إصاباتهم متفاوتة الشدة.
من جانبها ردت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما تسبب بحصول أضرار مادية وإصابات في الجانب الإسرائيلي.
قطر.. جهود التهدئة
وفور حدوث العدوان الإسرائيلي سارعت دولة قطر إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة واستنكاره، كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
وجددت الخارجية القطرية في بيانها، الجمعة 5 أغسطس، موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكانت دولة قطر قد أجرت اتصالات مكثفة خلال الساعات الماضية بالتنسيق مع الاستخبارات المصرية لمحاولة منع جر قطاع غزة إلى التصعيد، لكن الغارات الإسرائيلية أجهضت محاولات التهدئة.
وعلى صعيد متصل ذكرت حركة حماس أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، أكد لوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، هاتفياً أن “جرائم الاحتلال ضد غزة تعبير عن نيات يضمرها بمبررات واهية”، مشدداً على “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ورفع اليد الآثمة عن القطاع”.
الكويت.. الحماية الدولية
من جانبها أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار البلاد، وبأشد العبارات، العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الأشخاص.
وقالت الوزارة: إن “هذا العدوان الغاشم يأتي استمراراً للجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال، وإصراراً على انتهاكها السافر لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
ودعت الكويت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بالتحرك الفوري والسريع لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف تلك الاعتداءات السافرة، وضمان احترام سلطات الاحتلال لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، والتزامها بقرارات الشرعية الدولية.
كما استنكر نائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة، عمر الثويني، “عدوان الكيان الصهيوني مجدداً على قطاع غزة، وسقوط عدد من الشهداء والمصابين”.
وأكد الثويني في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “إدانة الكويت السريعة للعدوان الذي شنته قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية تأكيد مستمر على رفضها القاطع لجرائم وممارسات الاحتلال، وثبات موقفها على المستويين الرسمي والشعبي في رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب”.
كما شدد على أن “الكويت من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وتقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتتحرك ضمن إطار عربي بالتنسيق مع الأشقاء للتهدئة ووقف التصعيد في قطاع غزة”.
وأكد “على تحرك الكويت الدائم وعلى كافة الأصعدة لفضح جرائم الاحتلال، وسعيها الدائم إلى تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته من أجل التحرك لوقف الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ومنع التصعيد للحفاظ على أرواح وممتلكات الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأشار الثويني إلى أن “الكويت تبذل جهوداً حثيثة من أجل ممارسة ضغوط كثيرة من خلال الأشقاء في الدول العربية من ناحية، وعبر الأصدقاء في الدول الغربية من ناحية أخرى، لممارسة ضغوط جدية على “إسرائيل” لوقف عدوانها، وتوفير حماية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
إدانات شديدة اللهجة
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة “واستنكارها للهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وأكدت الوزارة وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبةً المجتمع الدولي بـ”الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده”.
كما قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إنها تعرب عن “إدانة مملكة البحرين للاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، وما أدى إليه من خسائر في الأرواح والممتلكات، محذرة من انعكاسه على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وتابعت: “وإذ تتقدم الوزارة بخالص التعازي والمواساة للحكومة والشعب الفلسطيني الشقيق في ضحايا الاعتداء، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل، لتعرب عن التقدير للجهود المتواصلة التي تبذلها جمهورية مصر العربية الشقيقة لاحتواء الوضع، والعمل على التهدئة ووقف التصعيد للحفاظ على الأرواح والممتلكات”.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية العُمانية عن إدانة السلطنة واستنكارها، لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعت السلطنة “المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته نحو وقف التصعيد ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل”.
كما أكدت الإمارات العربية المتحدة على ضرورة عودة الهدوء إلى قطاع غزة، وخفض التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين.
ووفق ما أوردت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الأحد 7 أغسطس، قالت عفراء محش الهاملي، مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي بالوزارة، إن “دولة الإمارات تعرب عن قلقها الشديد إزاء التصعيد الحالي”.
ووفق البيان فإن الإمارات “تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب الانجرار إلى مستويات جديدة من العنف وعدم الاستقرار”.
وأشارت إلى أن “دولة الإمارات، وبصفتها عضواً في مجلس الأمن الدولي، تقدمت مع فرنسا والصين وإيرلندا والنرويج بطلب عقد اجتماع مغلق للمجلس يوم الاثنين القادم لمناقشة التطورات الجارية، وبحث سبل دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل”.
وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وقال نايف الحجرف، الأمين العام للمجلس، في بيان، إن “ذلك الاستمرار لجرائم إسرائيل، قوة الاحتلال، ما هو إلا انتهاك للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وشدد الحجرف على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال”.
تحركات واسعة
ويرى الباحث السياسي الكويتي محمد مساعد، أن “القضية الفلسطينية لا تزال تشغل حيزاً كبيراً لدى السياسة الخارجية في دول الخليج، وهذا الأمر استدعى استنكاراً شديداً ورداً قاطعاً لما تعرضت له غزة في هذا العدوان الجديد”.
ويبين، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “هناك تحركات واسعة في المرحلة المقبلة لدول الخليج، ولن تؤثر أي ارتباطات أو علاقات مع الكيان الصهيوني مع بعض الدول الخليجية، ففي النهاية من تسفك دماؤهم يهتم بهم كافة الخليجيين والعرب والمسلمين”.
ويؤكد مساعد أن “هذا الحدث يضع كل من طبع من الكيان الصهيوني في حرج، ويدفعه إلى السعي لوقف مثل هذا العدوان حتى لا يتضرر أكثر في مسألة الصورة النمطية عن الدول المطبعة”.
وعلى الصعيد الشعبي لقي العدوان الإسرائيلي ردود فعل شعبية خليجية غاضبة، أعربت فيها عن تضامنها مع سكان قطاع غزة أمام القصف الإسرائيلي.
ويؤكد الخليجيون عدالة القضية الفلسطينية، ودعمهم لمقاومة الفلسطينيين، ورفضهم للعداون الإسرائيلي ليس فقط على قطاع غزة بل في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المصدر: الخليج أونلاين