ترجمة وتحرير:good-press.net| وضعت الحكومة الإسرائيلية مهلة تنتهي في 15 أيار الجاري، تزامنًا مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، كحدٍ أقصى للتوصّل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى مع حركة حماس. وبحسب مصادر رسمية إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ خطة شاملة لاجتياح قطاع غزة وإعادة احتلاله تدريجيًا في حال فشل المفاوضات.

خطة “مركبات جدعون”: تدمير شامل وتهجير قسري
وافقت الحكومة الأمنية المصغّرة مساء الأحد على خطة عسكرية تحمل اسم “مركبات جدعون”، تنصّ على اجتياح كامل للقطاع عبر أربع إلى خمس فرق مدرعة ومشاة. وتتضمن الخطة تدمير ما تبقى من البنية التحتية المدنية والمباني السكنية، إلى جانب تهجير نحو مليوني فلسطيني إلى منطقة واحدة جنوب غزة (رفح) تحت ذريعة “المنطقة الإنسانية”.
وأشارت المصادر إلى أن السكان الذين سيدخلون هذه المنطقة سيخضعون لعمليات تفتيش صارمة للتأكد من عدم انتمائهم لحماس أو حيازتهم أسلحة، في وقت يُخطط لإدارة تلك المنطقة من خلال مؤسسة دولية جديدة وشركات أميركية خاصة، وسط رفض واضح من الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لأي مشاركة في هذا المشروع.
تهجير “طوعي” وفق رؤية ترامب
بحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإن سكان غزة سيُمنحون خيار “المغادرة الطوعية” إلى دول أخرى، تماشيًا مع “رؤية ترامب لغزة”. إلا أن هذه المغادرة تبدو غير واقعية، خاصة مع عدم وجود أي دولة أعلنت استعدادها لاستقبال لاجئين فلسطينيين.
معارضة داخلية إسرائيلية متزايدة
الخطوة العسكرية المقترحة أثارت انقسامًا داخليًا حادًا في إسرائيل، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو 60 إلى 70% من الإسرائيليين يرفضون عملية اجتياح كاملة ويفضّلون التوصّل إلى اتفاق. كذلك، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن خشيتها من أن تعرّض العملية حياة ذويهم للخطر.
ويواجه الجيش الإسرائيلي تحديات لوجستية، أبرزها المخاوف من امتناع ما بين 30 إلى 50% من جنود الاحتياط عن الالتحاق بالخدمة، بعد أن خدم العديد منهم لأكثر من 300 يوم منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول.
موقف أميركي سلبي
على الرغم من أن خطة إسرائيل تعتمد على عامل الوقت المرتبط بجولة ترامب، فإن الرئيس الأميركي لا يعتزم زيارة إسرائيل خلال جولته التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، بسبب “سوء الأوضاع”، بحسب مسؤول أميركي.
وأكدت مصادر مطلعة أن إدارة ترامب لا تمارس أي ضغوط على تل أبيب، وتركّز حاليًا على ملفات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا والمفاوضات النووية مع إيران.
مسار المفاوضات: فشل مستمر
ما تزال الفجوة كبيرة بين مطالب الطرفين: إسرائيل تطالب بهدنة مؤقتة لمدة 45 إلى 60 يومًا مقابل الإفراج عن 8 إلى 10 أسرى، في حين تصرّ حماس على اتفاق شامل ينهي الحرب بالكامل ويشمل إطلاق سراح جميع الأسرى.
حتى الآن، فشلت كافة الوساطات في التوصّل إلى صيغة توافقية، وسط رهان إسرائيلي على التهديد بالتصعيد العسكري كوسيلة للضغط على حماس.